أحمد شوبير يكتب : أبوتريكة أصابنى بالصدمة.. والإصابة سر تراجع مستواه
٢١/ ٤/ ٢٠٠٩
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]كنت وما زلت مسانداً لأبوتريكة نجم مصر والنادى الأهلى لأسباب كثيرة أهمها موهبته اللامحدودة وتواضعه الشديد وأخلاقه العالية وقربه من الله ومن الناس، إلا أننى بدأت أشعر بالقلق الشديد عليه منذ فترة ليست بالقصيرة، وبالتحديد منذ تجدد إصابته بالركبة، التى أشعر بأنها السبب الرئيسى فى معظم ما يحدث له الآن، فهو لا يحصل على الراحة الكافية، كما أنه يتعجل العودة للملاعب، فتكون النتيجة تجدد الإصابة التى ينجح تماماً فى إخفائها، مما يجعله يظهر بمستوى متواضع..
ولعل المتابع لمباراة الأهلى الأخيرة يتأكد من صدق كلامى، فأبوتريكة إما صديقاً لدكة البدلاء أو مشاركاً فى فترات قليلة من المباريات، كما أنه دائماً وأبداً ضحية التغيير فى معظم المباريات الأخيرة.. ولا أخفى سراً بأننى أصبت بالصدمة وأنا أستمع عبر أثير الإذاعة لمباراة الأهلى وبطل نيجيريا فى دورى أبطال أفريقيا، عندما طالب المحللون داخل الاستديو بضرورة تغييره لابتعاده عن مستواه.
وهنا لابد أن نتوقف كثيراً، فالبعض يقول إن أبوتريكة قد تخطى الثلاثين، وأصبح أداؤه ضعيفاً، وهذا ما أرفضه بشدة، فنفس اللاعب منذ أقل من عام كان النجم الأول فى سماء الكرة المصرية، وسنه لم تكبر إلى الدرجة التى تؤثر عليه بهذه الصورة.. كما أن أخلاقياته تجعل عمره طويلاً فى الملاعب، وعلينا أن نفكر فى الأسباب الحقيقية التى أبعدته عن مستواه.
فهل نحن أفرطنا فى مسألة اختياره كأفضل لاعب فى أفريقيا؟! وهل عدم فوزه باللقب أثر عليه نفسياً رغم محاولاته الظهور بالرضا وعدم الحزن والغضب؟! أم أن بعض زملائه غاضبون منه بسبب تصريحه عقب فوزه بلقب الـB.B.C بأن السبب الرئيسى هو مانويل جوزيه وتجاهله زملاءه وهم أكثر من عاونوه.
المؤكد أن أبوتريكة يحتاج إلى إعداد بدنى ونفسى وطبى حتى يعود إلى سابق عهده كأحسن لاعب مصرى وأفريقى تعتمد عليه الأجهزة الفنية وتثق فيه الجماهير لتحقيق الانتصارات، فهو مصدر ثقة لنا ومصدر خوف وفزع للمنافسين.
لذا أرجو الإدارتين الفنيتين للأهلى والمنتخب ألا تتعجلا إشراكه فى المباريات إلا بعد التأكد من تمام شفائه وجاهزيته، كما أرجو الجماهير أن تحافظ عليه ولا تتعجل هى الأخرى حتى وإن أحرز أهدافاً فى شباك الزمالك.. فالقادم أصعب وأهم بكثير.
■ كتبت هنا منذ البداية عن عدم نجاح مبادرة الدكتور سيد مشعل وقلت بالحرف الواحد: إن الفرقاء بالجملة داخل نادى الزمالك، وإنه من المستحيل على الدكتور مشعل أو غيره أن يحتوى هؤلاء الفرقاء، وصدق كلامى رغم هجوم الكثيرين.. وكتبت مرة أخرى أن مرسى عطا الله لن يرشح نفسه لرئاسة نادى الزمالك، وقلت بالحرف الواحد: إن الرجل لديه هموم ومشاكل بالأهرام أهم بكثير من نادى الزمالك..
وعلى الرغم من استمرار الحملة الإعلامية حول ترشيح الرجل وسحبه استمارة الترشيح واجتماعاته المستمرة مع رموز الزمالك، إلا أننى كنت على قناعة من أنه لن يتقدم للترشيح، فقد كان يرغب فى تولى الرئاسة بالتزكية، لأنه لن يسمح لنفسه بالخسارة فى الانتخابات.
رغم أن المكسب والخسارة لن يضيفا أو ينقصا شيئاً من تاريخه، ولكنه انسحب من السباق فى النهاية لينحصر الصراع بين ممدوح عباس وكمال درويش مع شديد احترامى للآخرين، وأيضاً أصبح واضحاً أن هناك أسماء مرشحة بقوة للنجاح فى المجلس الجديد منها حازم إمام ورؤوف جاسر وهانى العتال وأحمد جلال وإسماعيل سليم وعزمى مجاهد، ومعهم المندوه الحسينى آخر المرشحين مع شديد احترامى لباقى المرشحين.
فكل ما أكتبه هو اجتهادات شخصية وآراء بعض الزملاء وبعض الأصدقاء من أعضاء الجمعية العمومية بنادى الزمالك، وهذا لا يمنع أن هناك العديد من المرشحين لديهم الفرصة لنجاح وخدمة نادى الزمالك، الذى يحتاج إلى مساندة الجميع فى هذه المرحلة الحاسمة من تاريخه.
■ مكالمة تليفونية طويلة جمعت بينى وبين رجل شديد الاحترام هو الدكتور حسام بدراوى، أحد أعضاء مجلس إدارة الأهلى السابقين، المرشح السابق لرئاسة النادى الأهلى فى الدورة الماضية، وهى مكالمة أسعدتنى بشدة لأننى لم أسمع صوته منذ زمن بعيد، وبالتحديد منذ انتخابات النادى الأهلى السابقة التى ساندت فيها منافسه حسن حمدى وقائمته بالكامل.
وكعادة دكتور بدراوى، كان شديد الأدب وهو يستفسر منى عما دار بالحلقة السابقة من برنامج «الكورة مع شوبير» عندما تطرقت إلى اسمه أمام الزملاء ياسر أيوب وكمال عامر، واعترفنا بأن الجرعة كانت زائدة فى الهجوم عليه، وأنه كان نموذجاً للمرشح المثالى الذى لم يغضب أو ينفعل، بل على العكس تماماً تقبل النقد والهجوم بصدر رحب، والحقيقة أن دكتور بدراوى، الذى حصل على خمسة آلاف صوت، وهى نسبة لم يحصل عليها مرشح سابق على رئاسة الأهلى، نبهنى إلى نقطة غاية فى الأهمية.
وأعتقد أنها السبب الرئيسى فى استقرار الأهلى، فالرجل لم يحاول من قريب أو بعيد أن يلجأ للقضاء للتشكيك فى صحة الانتخابات، كما أنه لم يحاول أن يشعل من ثورة أنصاره ضد مجلس إدارة الأهلى، بل كان موقفه منذ اليوم التالى للانتخابات هو الدعم والمساندة للأهلى، لأنه يحب الكيان ويحافظ عليه، ولعل هذا هو الفارق الواضح بين الأهلى والزمالك، فالخاسر فى الأهلى يكون أول المهنئين والمساندين، حدث هذا مع صالح سليم ومع عبده صالح الوحش وكمال حافظ ومحمد جنيدى وحسام بدراوى والبقية تأتى، لأنهم على يقين بأنها لم تكن معركة، بل مباراة جميلة الفائز فيها هو النادى الأهلى، ولعلها رسالة أهديها إلى كل المرشحين داخل نادى الزمالك، بأن هذا هو شعارهم فى الانتخابات المقبلة، فالزمالك وليس الكرسى أولاً وأخيراً وكل الشكر للدكتور بدراوى وكل الأمنيات بأن يصبح مرشحو الزمالك كلهم حسام بدراوى.
■ ما زلت عند رأيى المتواضع بأن هناك ظواهر دخيلة على المجتمع الرياضى فى مصر تحاول أن تفسد نتاج سنوات من البناء والاستقرار، وأهم هذه الظواهر ظاهرة التعصب التى نمت وترعرعت فى أحضان بعض مجالس إدارات الأندية، وهى قريبة الشبه من المشهد السياسى الذى كانت نتيجته قاتلة وهذا ليس وقته.
الكل يعلم أننى الوحيد الذى تصدى لظاهرة الألتراس والتعصب الأعمى وطالبت مراراً بوقف هذه الظاهرة على ملاعبنا واستشهدت بالكثير من الحقائق، فالنادى الأهلى الذى ينزل ضيفاً عزيزاً على المحلة والإسكندرية أصبح يواجه حملة عنيفة وهتافات شديدة ضد نجومه وإدارته بسبب هذا التطرف فى التشجيع والعلاقات التى كانت قد تحسنت مع جماهير الإسماعيلية وبورسعيد عادت إلى المربع رقم (صفر) بسبب هذه القلة من المتعصبين، بل إن خسائر الأهلى فى كل الألعاب أصبحت لا تعد ولا تحصى فى السلة والطائرة واليد بسبب هؤلاء المتعصبين، وعلى الرغم من أن بعض أعضاء مجالس الإدارات وبعض الزملاء الإعلاميين وبعض الجماهير هاجمونى بشدة واستباحوا الهتاف ضدى وضد أسرتى، سواء فى الاستديوهات أو المدرجات.
إلا أننى لم أهتم وواصلت الحملة ضد الظاهرة المرفوضة حتى جاءت مباراة الأهلى والاتحاد فى السلة، التى تم على إثرها القبض على ٢٧ مشجعاً من أنصار الفريقين، وللأسف الشديد فإن معظمهم من طلبة المدارس والجامعات مما تسبب فى كثير من الألم النفسى لذويهم، خصوصاً الأمهات، ولعل ذلك ما جعلنى أتعاطف معهم فهم فى محنة وأبناؤهم ضحية لبعض الأوصياء والمستفيدين.
وهم بكل أسف أول من يهرب عند حدوث المشكلة، ويكتفون بالسهر والاحتفال على طريقتهم الخاصة بحبس زملائهم ويستمرون فى الإثارة والتهيج عبر المنتديات ومواقع الإنترنت التى أطالب الآن بأن يكون عليها ضوابط ولها قواعد حتى لا نفاجأ فى المرة القادمة بسقوط قتلى ووقوع إصابات، ولكم أن تعرفوا أنه قد ضبطت «سنج ومطاوى وأدوات الكيف» فى إحدى السيارات القادمة من الإسكندرية، والغريب والعجيب أن بعضهم قد اعترف بأنهم كانوا ينوون قضاء سهرة مع أصدقائهم المتعصبين من القاهرة.
والواضح الآن أن القصة لم تكن تشجيع الأهلى أو الاتحاد، بل كانت معركة بين المشجعين بدأت عبر المنتديات والمواقع، وانتهت بالضرب والتحطيم، لذلك أطالب إدارات الأندية بأن تتحرك وتتخذ مواقف حاسمة إزاء الخارجين عن النص، ولتذهب الانتخابات إلى الجحيم.. ألا هل بلغت.. اللهم فاشهد.