لوحت إيران بإشعال حرب سنية ـ شيعية فى المنطقة، وهددت بخنق من سمتهم «المعتدين»، بعد إرسال السعودية والإمارات قوات عسكرية لدعم حكومة البحرين السنية فى مواجهة احتجاجات المعارضة البحرينية ـ الشيعية فى معظمها ـ محذرة من أن الأزمة يمكن أن تقود إلى «صراع أوسع نطاقا».
ووجه الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد تحذيراً إلى القادة السعوديين والإماراتيين، أمس الأول، معتبراً أن «التدخل العسكرى عمل مشين ومحكوم عليه بالفشل، وشعوب المنطقة ترى أنه من صنع الولايات المتحدة».
وقال: «أقول لبعض الذين أرسلوا قوات مسلحة إلى البحرين إن بعض دول المنطقة أرسلت فى الماضى قوات إلى جيران لها ومن ثم يجب استخلاص العبر مثلما حصل لصدام حسين». وأضاف: «الولايات المتحدة ليست صديقة وفية لكم، فقد ضحت فى الماضى بأصدقائها خصوصاً صدام».
وانتقد «نجاد» قادة البحرين ودعاهم إلى الاستجابة لمطالب المعارضة. واستدعت إيران، أمس الأول، سفيرها فى المنامة، احتجاجاً على ما وصفته بـ«قتل شعب البحرين من جانب حكومته». وهدد حسين نجفى، عضو لجنة الأمن القومى والسياسة الخارجية بالبرلمان، بأنه «إذا لم يتم إخماد نيران السعوديين فى البحرين فإن طهران وبدافع الحفاظ على استقرار المنطقة ستتحرك سريعاً لخنق الدول المعتدية». وقال وزير الدفاع الإيرانى أحمد وحيدى إن هذا التدخل «سيزيد التوتر ويخرب الأمن والاستقرار فى المنطقة».
وخرج الإيرانيون فى مظاهرات للتنديد بحكام البحرين والسعودية والإمارات، كما شهدت لبنان والعراق والسعودية مظاهرات للشيعة ضد قمع المحتجين البحرينيين.
يأتى هذا التصعيد فى اللهجة فى الوقت الذى استعادت فيه الشرطة البحرينية السيطرة على وسط المنامة، بعد أن أخرجت منه المتظاهرين بالقوة، مما أسفر عن مقتل ٣ متظاهرين و٣ جنود، واعتقلت الشرطة البحرينية ٦ من قادة المعارضة بينهم ٥ من الشيعة.
فى غضون ذلك، اعتبرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون أن دول الخليج سلكت «الطريق الخطأ» بتدخلها فى البحرين، ودعت الحكومة البحرينية إلى التفاوض مع المحتجين من أجل التوصل إلى حل سياسى.