مرور العاصمة يسجل 62 حادثا نتج عنها إصابتان من دون وفيات
الرياض: فيصل الدخيل جدة: أمل باقازي
أحالت،
أمس، أمواج غبار اجتاحت الرياض بياض النهار في العاصمة إلى سواد، لدرجة
أنها غطت على أشعة الشمس، لتتسبب في صعوبة بالرؤية في الطرق، أثرت على
الحركة، مما أدى إلى توقف بعض مرتادي الطرق لحين هدوء العاصفة بالنسبة
لقائدي المركبات، في حين ما زالت محافظة جدة تتأهب لمواجهة الأمطار المتوقع
هطولها، بعد أن شهدت الأحياء الشمالية منها يوم أمس رشّة خفيفة.
وناولت إدارة مرور منطقة الرياض تحذيراتها للمواطنين والمقيمين عبر الإذاعة
ووسائل الإعلام، مشددة على ضرورة تأجيل المشاوير العادية إلى ما بعد
انجلاء العاصفة، تحسبا للحوادث التي بلغ عددها 62 حادثا نتجت عنه إصابتان
دون وقوع وفيات.
وقال المقدم حسن الحسن، رئيس مركز القيادة والتحكم بمرور الرياض المتحدث
الرسمي، لـ«الشرق الأوسط»: «إن عدد المكالمات العامة الواردة بلغ نحو 1802
اتصال، في حين وصل عدد الاتصالات الخاصة إلى 34 اتصالا»، لافتا إلى أن تلك
المكالمات تضمنت بلاغات عن تعطل سيارات وإشارات مرورية، إلى جانب الإبلاغ
عن وجود معوقات في الطرق.
وأوضح أن من أهم الإرشادات ضرورة توقف قائدي المركبات إلى جوار الطرق في
حال صادفتهم هذه الأجواء لحين زوالها، مؤكدا على ضرورة بقاء السكان داخل
المنازل وقت العاصفة التي تنعدم فيها الرؤية الأفقية.
من جهته، أعلن الرائد محمد التميمي الناطق الإعلامي باسم المديرية العامة
للدفاع المدني بمنطقة الرياض خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» عن عدم تلقي وحدة
التحكم في الدفاع المدني أي بلاغات عن حوادث.
وبين أن الدفاع المدني في العاصمة الرياض يعمل بطريقتين؛ الأولى وقائية،
التي يتم من خلالها تنبيه الناس وتحذيرهم من الأخطار المصاحبة لمثل هذه
العواصف والأمطار كونها تسبب في الغالب عدد من الأخطار، إلى جانب دعوة
المواطنين والمقيمين لزوم منازلهم وعدم الخروج منها إلا للضرورة القصوى حتى
تستقر الحال.
وأشار إلى أن الطريقة الثانية الدفاعية التي يعمل الدفاع المدني من خلالها
تتمثل في الخروج لأي حالة تحدث في العاصمة، سواء كانت غرقا أو حوادث أو
احتجازات، فضلا عن العمل في الأماكن التي يتوقع أن تحدث بها حوادث.
حسين القحطاني المتحدث الرسمي بالرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، كشف
لـ«الشرق الأوسط» عن توقعات بتحول العاصفة الرملية التي غطت العاصمة
الرياض، أمس، من جنوبية مصحوبة ومثيرة للأتربة إلى رياح شمالية محملة برياح
باردة اليوم تساعد على زوال العاصفة الترابية.
وأفاد بوجود احتمالية أن تكون أجواء اليوم مصحوبة بعوالق ترابية ورياح
نشطة، متوقعا استمرار العواصف الترابية المصاحبة لرياح نشطة على المناطق
الوسطى والشمالية من السعودية.
في حين أعلن الدكتور عدنان العبد الكريم، مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة
الرياض، حالة الاستعداد الكامل في جميع المستشفيات بسبب موجة الغبار التي
نجم عنها الكثير من المشكلات لدى مرضى الربو وحساسية الشعب الهوائية،
وزيادة عدد الأطباء والممرضين في أقسام الطوارئ لتقديم الخدمات الطبية
المناسبة.
وشدد على ضرورة متابعة مديري المستشفيات سير العمل بأقسام الطوارئ، موضحا
أنه تم اتخاذ جميع الاحتياطات لاستقبال الحالات الطارئة لمرضى الجهاز
التنفسي، على الرغم مما قد تؤديه موجات الغبار من زيادة في أعداد المراجعين
لهذه المرافق من مرضى الجهاز التنفسي، خاصة المصابين بمرض الربو.
ومنذ أن بثّت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة تقريرها اليومي حول
احتمالية هطول أمطار خفيفة إلى متوسطة على المنطقة الغربية يوم أمس، بدأت
حالة الترقب لدى أهالي محافظة جدة، التي ما زالت مستمرة في ظل سقوط زخات
خفيفة من الأمطار شهدتها الأحياء الشمالية في جدة.
وبالعودة إلى حسين القحطاني، فقد أكد أن حالة الطقس يوم أمس تعد عرضية
وتنتهي بانتهاء فترة المساء، مشيرا إلى أنه في حال صدور أي تغيرات سيتم
الإعلان عنها فورا.
يذكر أن المناطق الساحلية الغربية اليوم، تعيش رياحا نشطة مثيرة للأتربة
والغبار، التي تصل إلى شرق ووسط المملكة ومنطقة المدينة المنورة وخاصة
ينبع، وذلك بحسب ما أوردته الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة في
تقريرها اليومي.
كما توقعت أن يطرأ انخفاض ملموس في درجات الحرارة على معظم مناطق المملكة،
اليوم (الأحد)، لتصل درجات الحرارة إلى الصفر المئوي على الأطراف الشمالية
المتضمنة القريات وطريف وعرعر، في حين تظهر السحب الركامية على المرتفعات
الجنوبية الغربية والغربية مع رياح نشطة مثيرة للأتربة والغبار.
وتأتي تلك الأجواء نتيجة تأثر المناطق السعودية بالمنخفض الحركي المصحوب
بالجبهات الهوائية الدافئة في مقدمتها، حيث تفاعل منخفض السودان الحراري
معها وأدى إلى نشاط الرياح الجنوبية التي أثرت على معظم مناطق وسط وشرق
المملكة وأدت إلى تدنٍّ في مدى الرؤية الأفقية إلى أقل من 100 متر في منطقة
الرياض.