محاربو الصحراء يترقبون السيادة القارية في عام عودة الجزائر
القاهرة (وكالة الأنباء الاسبانية): لم يكن عدم سطوع نجم الكرة الجزائرية طيلة أربع سنوات شهدت غياب الفريق عن بطولة كأس الأمم الأفريقية سوى تمهيد لعودة محاربي الصحراء من الباب الكبير عن طريق ضمان المشاركة المونديالية الثالثة والظهور القاري الرابع عشر في
أنجولا.
ويترقب أنصار المنتخب الجزائري بطولة أنجولا التي تشهد عودة الفريق من جديد إلى كأس الأمم بعد الغياب عن نسختي 2006 و2008 واللتين كان الكأس فيهما من نصيب المنتخب المصري الذي يعتبر الضحية الكبرى للجزائر في طريق عودتها للمونديال.
وتسعى الجزائر في أنجولا إلى تأكيد جدارتها بالتأهل إلى كأس العالم على حساب حامل اللقب الأفريقي في الدورتين الأخيرتين، وهو ما لن يجعل البطولة مجرد تحضير فحسب لمونديال جنوب أفريقيا الذي يقام بعد خمسة أشهر.
وفضّل المدرب الجزائري رابح سعدان الاعتماد على القائمة التي خاض بها غمار التصفيات بنجاح والتي تقدم مزيجا يجمع بين الخبرة ممثلة في المهاجم رفيق صايفي والقائد يزيد منصوري، وعنصر الشباب الذي يعبر عنه نجم الفريق كريم زياني المحترف بصفوف فولفسبورج الألماني.
وتمثل كأس الأمم بالنسبة لزياني تحديدا وزميله المدافع الصلب عنتر يحيى ذكرى استخراج شهادة الميلاد الدولية في نسخة 2004 بتونس التي شهدت آخر
مشاركات الخضر حين وصلوا لدور الثمانية قبل الخروج أمام الجارة المغرب.
ويعتبر الظهير الأيسر لبورتسموث الإنجليزي نذير بلحاج من أبرز مفاتيح لعب المنتخب الجزائري نظرا لعرضياته المتقنة وتوازنه بين الدورين الدفاعي والهجومي.
ويلاحظ أن المدرب سعدان يعتمد بجانب المحترفين على عناصر محلية أغلبها من فريق وفاق سطيف وصيف الكأس الكونفيدرالية الأخيرة والذي يمثل هدافه عبد المالك زياية والمنتقل حديثا لاتحاد جدة السعودي، إضافة هجومية قوية للمنتخب في الوقت المناسب، خاصة بعد أن فقد الفريق عنصرا هاما للإصابة هو لاعب وسط لاتسيو الإيطالي مراد مغني.
وأوقعت قرعة نهائيات أنجولا الجزائر في المجموعة الأولى برفقة أصحاب الأرض والجارة مالي بجانب مالاوي العائدة إلى النهائيات بعد
26 عاما من الغياب.
ولا تبدو مهمة الجزائر في بلوغ الدور الثاني صعبة نظريا خاصة وأن الخضر يفتتحون مبارياتهم بلقاء مالاوي الأسهل نسبيا، ثم يتدرج مستوى الخصم بمواجهة مالي قبل الاصطدام بأصحاب الأرض في الجولة الأخيرة.
وكان سعدان قد فضل كعادته عدم الإفراط في التفاؤل مثلما فعل خلال التصفيات التي أزاح خلالها منتخب بحجم السنغال، فصرح لدى إعلانه القائمة المتجهة إلى كأس الأمم بأن الأجواء في أنجولا لن تكون معتادة بالنسبة للاعبيه بسبب ارتفاع درجة الحرارة وزيادة نسبة الرطوبة.
ولكن الصعوبة الحقيقية في طريق الجزائر ستكون في حال تأهلها للدور الثاني حيث ستصطدم بفريق من المجموعة الثانية التي تضم منتخبي كوت ديفوار وغانا أبرز المرشحين لرفع الكأس السابعة والعشرين.