قدم أمس حسن شحاتة استقالته من تدريب المنتخب الوطنى الأول عقب الفشل فى التأهل لنهائيات أمم أفريقيا ٢٠١٢ بعد التعادل السلبى مع جنوب أفريقيا فى المباراة التى جمعت الفريقين، أمس الأول، على أرض ملعب الكلية الحربية.
وأكد عزمى مجاهد، المدير الإعلامى للاتحاد والمتحدث الرسمى، أن شحاتة قدم استقالته خلال جلسته صباح أمس مع سمير زاهر، رئيس اتحاد الكرة، مشيراً إلى أن الطرفين اتفقا على فسخ التعاقد الذى كان ممتداً حتى عام ٢٠١٤ بالتراضى، وأوضح مجاهد أن الجهاز المعاون تقدم أيضاً باستقالة جماعية.
وتقرر أن يعقد مجلس الإدارة جلسة خلال الأيام المقبلة لاختيار البديل المناسب لشحاتة، وعلمت «المصرى اليوم» أن النية تتجه للتعاقد مع مدرب أجنبى لإعادة بناء المنتخب للتأهل لنهائيات كأس العالم ٢٠١٤ بالبرازيل.
وطالبت جماهير الكرة المصرية بتغيير شامل داخل المنتخب وكذلك إقالة اتحاد الكرة لمشاركته فى المسؤولية عن الفشل الذى أصاب بطل أفريقيا وحامل اللقب ثلاث مرات متتالية، وخروجه المخزى والمهين من التصفيات التمهيدية لبطولة الأمم الأفريقية فى سابقة لم تحدث منذ عام ١٩٨٢.
وانتقد الجميع سياسة الجهاز الفنى للمنتخب واعتماده على نفس العناصر التى خاض بها البطولات الثلاث السابقة، فى وقت كان فيه الأمر يستوجب التجديد بدماء شابة لديها القدرة على صنع مستقبل أفضل، والتأهل لكأس العالم ٢٠١٤ بالبرازيل، وأجمعوا على أن الخروج المبكر من التصفيات يعد أسوأ نهاية لجيل صنع الكثير من الإنجازات. واتفق الجميع على أن الجهاز الفنى بقيادة حسن شحاتة فشل فى التعامل مع المباراة الحاسمة والمصيرية، فكانت النهاية السلبية مع «الأولاد» التى كتبت النهاية الحزينة.
كما ظهر اللاعبون بحالة سيئة للغاية ودون روح، وظهر الفريق بلا هوية فنية، فدفع ثمن العشوائية، كما رفض اللاعبون هدية السماء عندما فاز منتخب سيراليون على النيجير بهدف أنعش به آمال الفراعنة. وطرح أحد المسؤولين باتحاد الكرة - رفض ذكر اسمه - التفاوض مع البرتغالى مانويل جوزيه، المدير الفنى للأهلى، لتولى المهمة. يأتى هذا فى الوقت الذى حمل فيه مجدى عبدالغنى، عضو مجلس الإدارة، مسؤولية عدم تأهل المنتخب الوطنى لحسن شحاتة وجهازه المعاون، بسبب عدم تجديد دماء الفريق، وعدم متابعة اللاعبين المحترفين، فضلاً عن طريقة اللعب التى خاض بها المباراة، إلى جانب التشكيل الأساسى الذى لعب به، وأكد عبدالغنى أنه حذر أكثر من مرة من الأداء المتواضع الذى ظهر به الفريق فى المباريات السابقة، ودعا لعقد اجتماع مع الجهاز الفنى لمناقشة أسباب تواضع المستوى، لكن لم يسمعه أحد فى ذلك الوقت.
كانت الجماهير قد صبت غضبها على اللاعبين عقب المباراة، وألقت بالزجاجات والحجارة داخل الملعب وهتفت ضدهم، فيما وقف شيكابالا أمام دكة البدلاء مذهولاً حتى طلب منه أحد أفراد الجهاز الإدارى للمنتخب الدخول إلى غرفة الملابس، وكان شيكابالا قد خاض المباراة متأثراً بإصابته بشد فى العضلة الخلفية وتحامل على نفسه حتى طلب التغيير فى الشوط الثانى، متأثراً بإصابته، ووفقاً لمصدر مطلع فإن شوقى غريب، المدرب العام، انفعل على أحمد ماجد، طبيب الفريق، لعدم علم الجهاز الفنى بإصابة اللاعب قبل المباراة، وهو ما دفع طبيب المنتخب لتقبيل رأس المدرب العام أثناء المباراة.
وانقسمت الجماهير حول مصير الجهاز الفنى بقيادة شحاتة، ففى الوقت الذى طالبته بالرحيل، وأشار لهم بالموافقة، قامت بعض الجماهير التى تحمل أعلام النادى الأهلى بالهتاف للمدير الفنى وطالبته بالاستمرار. بينما سادت حالة من الذهول داخل غرفة خلع الملابس، وبكى بعض اللاعبين لدرجة أن صوتهم كان عالياً، وسمعه الإعلاميون المحيطون بالغرفة، فيما طلب حسن شحاتة من جهازه المعاون عدم الإدلاء بأى تصريحات لحين اتخاذه القرار النهائى، وخرج اللاعبون والجهاز الفنى بقيادة شحاتة فى حراسة أمنية مشددة خوفاً من بطش الجماهير، فيما اختفى سمير زاهر، رئيس اتحاد الكرة، عقب المباراة، وظل فى مقصورة الاستاد لمدة ساعة كاملة، خوفاً من بطش الجماهير التى هتفت ضده وطالبت برحيل اتحاد الكرة.
يأتى هذا فى الوقت الذى يبحث فيه عدد من اللاعبين الكبار فى مقدمتهم وائل جمعة وسيد معوض ومحمود فتح الله اعتزال اللعب الدولى بعد أن تقلصت أحلامهم فى التأهل لأمم أفريقيا ومن قبلها الفشل فى التأهل لمونديال كأس العالم ٢٠١٠، التى أقيمت فى جنوب أفريقيا، بينما رفض اللاعب الدولى أحمد حسن فكرة اعتزال اللعب الدولى وأكد أنه لايزال قادراً على العطاء، وأرجع حسن تعادل الفريق مع جنوب أفريقيا إلى الضغط العصبى الذى تعرض له اللاعبون قبل المباراة بضرورة الفوز، وهو ما أثر على أدائهم فى الملعب، وأوضح حسن أن ما حدث للفريق هو أمر طبيعى فى كرة القدم بعد أن حصد المنتخب ثلاث بطولات متتالية.
اكسب معنا رسائل sms مجانية فوريًا
