prince khaled مدير المنتدى
عداد مواضيعي : 1255 السٌّمعَة : 42 تاريخ التسجيل : 11/12/2008
| موضوع: قصة قصيرة ــ ( ميرنا) ابراهيم عبدالعزيز المغربي الأربعاء أبريل 29, 2009 11:30 pm | |
| ميرنا في حي راق من أحياء المدينة ، وبيت فسيح مطلي باللون الأزرق مع إطاره الأبيض ، بشرفات عالية تطل على شوارع الحي الثلاثة ، يقضي صالح طفولته البريئة . يحيا حياة رغدة ، ملبسه غالي الثمن ، في الصف الثالث مع أصدقائه بالمدرسة في جو المرح واللهو ،يحبون اللعب معه والقرب منه فهو يأتي كل يوم بالألعاب الجديدة ؛ أجملها وأغلاها ، فيرفع ذلك سقف صداقته ، وقضاء الفسحة معه ، أوحتى باستراق النظر لألعابه . لا يستعمل الدفاتر المسلمة له من المدرسة فوالده يشتري له كرتونا بداية عند بدء الدراسة ، وما يكفي زملاءه طيلة العام من مستلزمات دراسته .تحكي حالة صالح ما يعيش من حياة ينعم فيها براحة العيش. فسحته عالية التكلفة بما يحمل من ألوان الأطعمة والمشروبات يوميًا. وملابسه جميلة الألوان مرتفعة الثمن . كثيرةُ العدد.اليوم السبت , عقب عطلة الخميس والجمعة .. صالح بفصله الواسع , الملئ كعادته , حصة الرياضيات . المعلم بين صفوف الطلاب ، مارًا يسأل عن الواجب المدرسي . صالح مرتبك ، ممتقع لون الوجه . لم يتعود أن يأتي للمدرسة دون حل واجبات المدرسة اقتربت خطوات المعلم منه ، وقبل سؤاله عن واجباته جاء رد صالح بدمعات بريئة من فيض الخجل المشوب بالحزن . يداه تلفها ارتعاشة كارتعاشة شفتيه . لم يستطع التعبير عن أسباب حالته إلا بمزيج من تمتمات حاول إخفاءها وراء كفيه محاولاً تجفيف ما تقطر من دمعاته . لم يفهم منها المعلم ولا زملاؤه شيئاً سوى كلمة : ... راحت ... راحت...نظر المعلم لصالح نظرة عطف . خيم الصمت على الفصل . تنتقل نظرات التلاميذ بعضهم لبعض خلسة ، ولسان حال نظراتهم يقول : أيؤثر غياب الأم على الواجبات ؟ أهناك من يفقد أمه في هذه السن المبكرة ؟ خواطر مرت سريعة بأذهان بعضهم ومنهم المعلم .اقترب من صالح في خطوات وئيدة ، ربت بكفه على كتف صالح ، مسح على رأسه بحنو لتهدئته ، لم يستطع استحضار كلمات تناسب المقام من الفجاءة ... إنا لله ... حاول المعلم النظر لصالح ـ من مشكاة الرحمة ـ تعويضاً ـ ولو للحظات بحنان الأبوة عن فقدان الأم .حاول واستجمع بعض العبارات والتي تاهت عن طريق شفتيه من فرط التأثر من حالة صالح.ما زال الصمت يملأ جو الفصل ، فلا تسمع فيه سوى صوت حروف متناثرة من حشرجة صدر صالح مع عمق الأسى المكنون لديه .تماسك صالح ونطق بعبارة مفهومة :.. لقد عاشت معنا خمس سنوات ... انفرط عقد الصمت عن لسان المعلم ورد موجها حديثه لصالح : وأين كانت باقي السنوات ؟؟ رد صالح ـ وأصابعه على خده تمسح ما تبقى من دمعات تحت جفنيه :كانت تشتغل عند أناس آخرين . وجاء صوت زميله علي من زاوية الفصل : من هذه يا صالح ؟؟رد صالح بصوت منخفض : إنها ( ميرنا ) خدامتنا ، سافرت يوم الأربعاء . | |
|