كتب - أكرم عمران:
ماتزالت الأزمة المالية العالمية «البعبع» الذي يعصف بأرباح غالبية الشركات المدرجة في البورصة خاصة بعد أن أظهرت نتائج أعمال الربع الأول من العام الجاري تأثر القطاعات بتداعيات الأزمة خاصة قطاع العقارات الذي تأثر كثيرا أرباح شركاته بالأزمة.
فبالرغم من احتفاظ شركات القطاع بقوتها وأدائها المالي الجيد في ظل عودة النشاط مجدداً للقطاع وهو ما دعم الشركات العقارية داخل البورصة فإن نتائج الأعمال أظهرت تأثير الأزمة في القطاع خاصة بعد أن تراجعت أرباح بعض الشركات بصورة كبيرة وهو ما يعكس مدي تأثير الأزمة..
وإن دل ذلك فإنما يدل علي أن التباطؤ الاقتصادي في الربعين الثالث والرابع من العام الماضي قد أسفر عن تراجع الطلب لترقب المستهلكين حدوث تراجع في الأسعار وهو ما انعكس في تراجع عدد الحجوزات الجديدة لكن ومع عدم قيام شركات العقارات بخفض أسعارها في وحداتها خلال الأزمة فمن المتوقع انتهاء حالة الترقب حتي يبدأ الطلب علي الوحدات في الارتفاع بحلول الربع الأخير من العام الجاري وهو ما سينعكس في صورة زيادة التعاقدات الجديدة.
وبالتحليل الفني لمؤشر قطاع العقارات في السوق قال خبراء ومحللون إن القطاع قد تحرك بقوة خلال الفترة الأخيرة وارتفع من أدني مستوي له والذي سجله خلال فبراير الماضي بعد أن كانت أغلب أسهم القطاع تتداول بأقل من قيمتها الاسمية حتي استطاع أن يصعد من مستوي 3500 نقطة إلي أن وصل الآن إلي 5900 نقطة، وهو ما ظهر جليا في أسعار أسهم قطاع العقارات التي ارتفعت بمعدلات أكبر من ارتفاع مؤشر السوق تخطي بعضها نسب ارتفاع تجاوزت الـ100% وهو ما يرجع في الأساس إلي تراجع أسعار الأسهم بشكل حاد أوقات الأزمة وبالتالي كان من المتوقع أن تستعيد هذه الأزمة توازنها مرة أخري مع عودة النشاط للسوق خاصة أسهم القطاع العقاري والتي استفادت عن غيرها من ارتفاع أداء البورصة وأشاروا إلي أن نشاط بيع العقارات تأثر جراء الأزمة المالية إلا أن أسعار العقارات لم تنخفض بالشكل المتوقع كما حدث في الولايات المتحدة الأمريكية التي انطلقت من عندها شرارة الأزمة وتوقع الخبراء اتجاه معظم الشركات في الوقت الراهن نحو الإسكان المتوسط والمنخفض التكاليف تعويضا عن الإسكان الفاخر مما سيكون له مردود إيجابي علي أداء الشركات وعودتها مرة أخري إلي تحقيق معدلات أرباح جيدة.
ورغم إجماع الخبراء علي أن قطاع العقارات يمتلك مقومات رئيسية وقوية حتي في ظل التباطؤ والكساد الاقتصادي فإن هناك مؤشرات إيجابية مع بداية العام المقبل نظرا للأهمية الاجتماعية والاقتصادية التي تتمتع بها صناعة العقارات.
وبالتركيز علي نتائج أعمال الربع الأول من العام الجاري سنلاحظ أن شركات القطاع العقاري تأثرت بشدة حيث تراجع صافي أرباح مجموعة طلعت مصطفي بنسبة 27%، كما تراجعت أرباح شركة بالم هيلز للتعمير بنحو 8.65% فيما حققت شركة السادس من أكتوبر للاستثمار والاستثمار سوديك خسائر قدرها 3.8 مليون جنيه.